Ge en gåva

الاكتئاب

ليس من المستغرب أن ينخفض مزاج الإنسان ويشعر بتعب غير معتاد؛ فهذا جزء من الحياة. ولكن إن لم يعُد هناك ما يثير اهتمامك حقاً أو يثير رغباتك لفترة طويلة من الزمن، فقد تكون مُصاباً باكتئاب. واعلمْ أنه يوجد علاج يساعدك على التخلّص من الاكتئاب.

ما هو الاكتئاب؟

إذا شعرت بحزن وكآبة ووهن في كل يوم لمدة أسبوعين على الأقل، فقد يتعلق الأمر باكتئاب. والاكتئاب هو حالة مَرَضية تُغيّر طريقة تفكيرك ومشاعرك.

إذا كان لديك اكتئاب، فمن المألوف أن تصبح سريع الانزعاج وأن تجد صعوبة في التركيز. كما تواجه صعوبة في اتخاذ القرارات وتشعر بقلق (حصر نفسي) وتعاني مشاكل في النوم. وتشعر بأن وجودك أصبح ثقيلاً ولا معنى له بشكل عام.

من الشائع أن تفكر بأنك لن تتحسّن مجدداً على الإطلاق، بل وقد تشعر بقناعة تامة بذلك. وقد تنتابك خواطر بأنك أخفقت فعلاً، وبأنه لا قيمة لك، وتشعر بقلق إزاء ردود أفعال الآخرين من حولك إذا أخبرتهم بما تشعر به حقاً. وتشعر وكأنك تحاول أن تحافظ على ارتداء قناع يخفي حقيقة مشاعرك، ولكنك تشعر من خلفه بأنك مُنهار تماماً.

على الرغم من سوء حالتك إلى هذا الحدّ، فإنك لا تدرك في أغلب الأحيان بأنك مُصاب باكتئاب؛ بل وتكون مقتنعاً بأن الأفكار التي تقول بأن كل الأشياء عديمة الجدوى وتسبب المعاناة إنما هي أفكار تنمّ عن “حقيقة” الحياة. وحتى وإن بدت الأمور هكذا في اللحظة التي تعيشها، إلا أن الاكتئاب يجعلك “تنسى” الأمور التي تحبها في هذه الحياة؛ وبالتالي فإن الاكتئاب “يخدعك”.

 

درجات متفاوتة للاكتئاب

تتفاوت درجات الاكتئاب مابين خفيف ومعتدل وشديد. فإذا كان لديك اكتئاب خفيف، فتكون غالباً قادراً على تسيير أمورك اليومية برغم أنك بحالة سيئة. وإذا كان لديك اكتئاب معتدل، فتكون حياتك اليومية أصعب، ولكنك تقدر على تسيير أهم الأمور الضرورية. أما إذا كان لديك اكتئاب شديد، فبالكاد تستطيع النهوض من السرير. وقد تشعر بأنه من المستحيل أن تقدر على القيام بأمور بسيطة؛ كإجراء مكالمة هاتفية أو فتح الرسائل التي تصلك بالبريد.

من الممكن أن تشعر حينئذ بأنك غير قادر على الاستمرار في الحياة. ولا تستطيع أن ترى نهاية لمعاناتك، وتكون مقتنعاً بأنك الوحيد الذي تشعر هكذا. وربما يتراءى لك أنه من الأفضل للمقربين منك لو أنك لم تكن موجوداً بينهم. فإذا بلغ سوء حالتك هذه الدرجة، فيجب ألا تبقى وحدك؛ بل اطلبْ المساعدة فوراً.

 

توجد مساعدة يمكنك الحصول عليها

إذا كنت تعتقد بأنك مُصاب باكتئاب، فيجب عليك أن تطلب المساعدة من جهات الرعاية. ويمكنك أن تجد العيادات عن طريق 1177. وإذا وجدت صعوبة في طلب المساعدة بنفسك، فيمكنك الاستعانة بمن حولك للاتصال بجهة الرعاية. أما إذا كنت تشعر بحالة سيئة جداً، لدرجة أنك تفكر بالانتحار، فلا تنتظر أبداً، وإنما اطلب الرعاية مباشرة من إحدى العيادات النفسية الطارئة أو اتصل بالرقم 112.

 

ما الذي يمكنني أن أفعله كي أشعر بتحسُّن؟

قد يكون من الصعب عليك أن تعتني بنفسك عندما تكون مُصاباً باكتئاب. ولكن الطعام والنوم أمران مهمان مهما بلغت الصعوبة. حاوِلْ أن تخرج إلى الهواء الطلق يومياً، حتى وإن كان ذلك مجرّد جولة في الحي. ومن الأفضل أن تتجنّب المشروبات الكحولية، حتى وإن كانت تشعرك بارتياح مؤقت.

 

التحدُّث مع شخص أو الكتابة أو الاستماع إلى الموسيقى قد تكون طريقة للتحسُّن؛ أو على الأقل لتخفيف سوء الحالة. وغالباً ما يزول الاكتئاب، ولكنه من الممكن أن يعود.

 

من المهم عدم التوقف عن علاج الاكتئاب قبل الأوان، حتى وإن شعرت بتحسُّن كبير.

 

أنت لست وحدك

يوجد الكثير من الأشخاص الذين أُصيبوا باكتئاب ثم تعافوا منه. ويُعتبر الاكتئاب أكثر الأسباب شيوعاً للإجازات المرَضية في الوقت الحاضر. ولا ينبغي اعتبار الإجازة المرضية مؤشراً على الضعف أو الإخفاق، بل على العكس من ذلك؛ إنها وسيلة لتمنح نفسك الفرصة كي تكون بصحة أفضل.