اضطراب ثنائي القطب

يتغير مزاج جميع الناس في أوقات مختلفة من الحياة. إذا كنت تعاني من اضطراب ثنائي القطب، فقد تمر بفترات يتغير فيها مزاجك بشكل كبير، ثم تمر بفترة من الاكتئاب أو الهوس أو الهوس الخفيف. وبين هذا وذاك، تمر بفترات تكون فيها في صحة جيدة، غالباً ما تدوم عدة سنوات.

اضطراب ثنائي القطب يمر بفترات مختلفة

تسمى هذه الفترات بالانتكاسات أو نوبات المرض. خلال نوبة الهوس أو الهوس الخفيف، تكون أكثر نشاطًا من المعتاد وقد تشعر بالإثارة الشديدة. وعلى العكس من ذلك، قد تمر بفترات من الاكتئاب حيث تكون مكتئبًا بشكل مستمر وقد تشعر أن مستوى نشاطك منخفض للغاية.

تختلف كيفية تبادل الفترات من شخص لآخر حسب نوع الاضطراب ثنائي القطب الذي تعاني منه.

يمكن أن تتسبب الأحداث الخارجية والإجهاد والضغوطات العامة في تهيج المرض، على الأقل في المراحل المبكرة من المرض.

عادةً ما تظهر الأعراض الأولى في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ. يستمر المرض مدى الحياة بمعنى أنك تظل معرضًا لخطر الانتكاسات، ولكن بفضل العلاج يمكنك البقاء بعيدًا عن الانتكاسات لفترات طويلة. تبلغ نسبة خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب في مرحلة ما من حياتك من واحد إلى اثنين في المئة، وهي النسبة نفسها تقريباً في جميع أنحاء العالم.

ما هو الهوس والهوس الخفيف؟

يمكن أن يؤدي الهوس والهوس الخفيف إلى فقدان القدرة على الحكم على الأمور، مما يؤثر على العلاقات والعمل والشؤون المالية. على سبيل المثال، قد تبدأ العديد من المشاريع، وتصبح مبتهجًا ومفرطًا في التواصل الاجتماعي وتقوم بأشياء قد تكون لها عواقب وخيمة إلى حد ما. وغالبًا ما تكون نشيطًا جدًا وتحتاج إلى القليل من النوم. تكون ثقتك بنفسك أعلى بكثير من المعتاد وقد تنزعج إذا شكّ أحدهم في أفكارك الرائعة ووقوعك في الحب وسهراتك الليلية وجميع المشاريع التي بدأتها.

كلمة Hypo مشتقة من اليونانية وتعني تحت، وليس بالكامل. أعراض الهوس الخفيف والهوس متشابهة، لكن الهوس أكثر حدة. إذا كنت تعاني من الهوس، فأنت عرضة لفقدان الإحساس بالواقع وقد تعاني من الذُهان. وفي حالات الهوس الخفيف، لا تفقد إحساسك بالواقع وتكون الأعراض أقل حدة. بعد فترات الهوس والهوس الخفيف، من الشائع أن تعاني من الاكتئاب. ويمكن أن يصبح الاكتئاب عميقًا لدرجة أن تراودك أفكار وخطط انتحارية، وفي بعض الأحيان تكون شديدة لدرجة أنك تحاول الانتحار.

ما الذي يسبب الاضطراب ثنائي القطب؟

عامل الخطر الرئيسي للاضطراب ثنائي القطب هو العامل الوراثي. وبالتالي، غالبًا ما يكون هناك أفراد آخرون من العائلة أو الأقارب المصابون.

أنواع مختلفة من الاضطراب ثنائي القطب

هناك أنواع فرعية من الاضطراب ثنائي القطب، وينقسم المرض بشكل عام إلى النوع 1 والنوع 2. في النوع 1، تكون قد عانيت من هوس واحد على الأقل وغالبًا ما تكون تعرضت إلى حالة اكتئاب بضع مرات أيضًا. في النوع 2، تكون قد مررت بفترات من الهوس الخفيف والاكتئاب، ولكن ليس هوسًا شديدًا.

ما المساعدة المتوفرة؟

إذا كنت تشك في إصابتك بالاضطراب ثنائي القطب، فعليك زيارة عيادة الطب النفسي، حيث يتم إجراء تقييم أولي هناك. بعد ذلك سيتم فحصك لمعرفة ما إذا كنت تعاني من اضطراب ثنائي القطب أم لا.

يتوفر علاج وقائي فعّال ومن المهم الحصول عليه لأنه يمكن للمرض أن يؤثر على حياتك بأكملها، كما إن خطر الانتحار مرتفع. كما تحتاج إلى علاج طبي، سواء لوقف الانتكاسات أو لمنع خطر حدوث انتكاسات جديدة. يجب أن تكون أنت والمحيطين بك على دراية بالمرض وأن تتعلموا التعرف على العلامات المبكرة لتقليل خطر الانتكاس. ولهذا السبب عادةً ما يتم تقديم التدريب لك ولأفراد عائلتك.

من المهم إجراء حوار جيد مع معالجك. يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج نفسي. هناك طريقة أخرى لمنع حدوث نوبات جديدة وهي وضع خطة عمل إذا لاحظت أنت أو الأشخاص المحيطين بك علامات مبكرة لنوبة وشيكة. وقد يكون من الضروري أيضًا الحصول على إجازة مرضية لفترة من الزمن، وإذا لزم الأمر، الدخول إلى المستشفى.

مدقق الحقائق ميكائيل لاندين، أستاذ الطب النفسي واستشاري الطب النفسي في المستشفى الجامعي.

آخر تحديث 07-12-2023